بقلم: سونيا الحداد
في الماضي وقبل أن أقفل مركزي الهوليستي، كنت أعطي محاضرات وأدير ورشات عمل في مجالات عالم الطاقة ومنها بالذات الريكي، العلم المغناطيسي الرائع وتقنيات أخرى مكمّلة. يومها كنت العب بالانوار القزحية في وضح النهار، تنساب شلالات بين يدي، واداعب انسياب الطاقة التي كانت تتدفّق وتتمايل أمامي مثل النسيم ساعة يداعب وجهك. نعم مثل النسيم هو ملمسها ساعة تتدفّق فيك ومنك. مثل لمسة الأم ساعة تداعبك، مثل نور عيناها ساعة تنظر اليك. يومها كانت رائحة الورد تفوح في المكان ولم يكن يوجد أي ورد. يومها كان البخور ينقلني بلحظة وفي وضح النهار، الى عالم هو ليس عالمي، أعود بعدها محملة بمعلومات ومراسيل عملت عليها وما زلت الى اليوم، أبحث عن معانيها وأسبابها، وأحافظ على تطبيقها في مسيرتي مهما كلفت التضحيات. إنه وعد أطلقته العاشرة والنصف صباحا في سنة ١٩٩٩ في إحدى اختباراتي الغالية على روحي!
أخبركم هذه المقدمة لأقول لكم أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأن حقائق عالمنا هذا قد تكون خرافات العالم الكوني بمنازله العديدة اللانهائية. قد تكون اتصالات فكرية تأتينا من مكان ما من هذا الكون الشاسع. قد تكون تجارب تقوم بها كواكب أخرى علينا كما نفعل نحن اليوم على كواكب أخرى مثل مارس والقمر؛ قد تكون حتى مزحة للترفيه يضحكون بها علينا خلال تجاربهم!!! كل شيء جائز وممكن، فالفكرة هي جزء من هذه الطاقة المشحونة بطاقات جميع الأرواح التي مرّت ورحلت منذ بدء الحياة، والتي تعبر من خلالنا على مدار الساعة والليل والنهار وهي لا تعرف الساعة ولا الزمن ولا الفصول، إنها مجرّد وسائل وضعها الانسان من أجل احتياجات تخصه هو وحده. الطاقة لا تتبع أنظمتنا ولا قواعدها. لديها نظامها الخاص بها والذي يحمل سر الأسرار. نظام يحمل الاعجوبة، الرؤى، القيامة، ملكوت السماوات وأسرار الحكماء، القديسين والأنبياء. أسرار الشياطين والخبثاء. أسرار من لا يريدون الانتقال لأسباب عديدة لن أدخل في ذكرها هنا. عناوين وألقاب، أديان وفلسفات، شرائع وقوانين وضعناها لكي نحاول تفسير ما لا يفسّر، تحديد ما لا يُحد. عناوين وقواعد وضعناها وباسمها ننشر الظلام في عالم القزح، نسفك الدماء في عالم الطيور، نقطع الرقاب والأوصال باسم اله يُعتبر في العديد من المجتمعات مسخا مستبدا لا أكثر ولا أقل؛ لكننا نتقبل أيضا هذه الطاقات النورانية الكونية التي تلهمنا الجمال، العلوم والفنون، الحب والمعرفة. من خلالها نتعلّم طيب الثمر من مرّه، النور من ظلامه، الخير من الشر..
إنها تلك الشحنة التي تتحوّل الى هالة تتفاعل مع الذاكرة الكونية وتبني ذاكرتها الخاصة التي تجمعها خلال مسيرتها في كل مرّة تتجلّى بها. حقيقة قديمة قدم الحياة، حديثة حداثة يومنا بالذات، الذي تملّك القدرة على تصوير هذه الطاقة بألوانها ودرجاتها، بتقلباتها الأكثر سوادا الى تلك الاكثر اشعاعا. طاقة لا يُستخف بها أبدا. إنها تعلم بمكنون روحك الغير مرئية وتسجل ذاكرتها بكل حرفية، بصمات تحملها هالة كل خليّة، تسجل بركاتها وأيضا لعناتها. لذلك نقول عنها في لغتنا نحن البشر، انها الطاقة التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم. تلك التي ستعود عليك بما حفظته من بصماتك يوما. إنها مغامرة الولادة التي لا تنتهي وتتجدد دائما طالما هناك حياة وهل للحياة نهاية؟. إنها المثل الذي يقول: «من قتل بالسيف بالسيف يُقتل»… وأنا أقول لك أيها القارئ :» مسوخ الأمس هم ضحايا اليوم»، فما عليك سوى الإختيار. أنت صاحب القرار!