بقلم: خالد بنيصغي
تقوم مؤسسة ندى سكول للتعليم الخاص بمدينة مكناس المغربية بدور فعال في إبراز جيل جديد لمستقبل واعد ، وتسعى أن يتمتع أبناؤها بشخصية قوية ، عالية الإحساس بالوطن وبالمسؤولية التامة في خدمة الإنسانية واستنهاض الهمم من أجل استرجاع كرامة الفرد ، والعمل على مبادئ العدالة والإخلاص في أي عمل وظيفي أو مشروع ذاتي مستقل ، في زمن تنعدم فيه المبادئ القيمة بسبب إفراط الإنسان في الأنانية وانعدام الحس الوطني ..
وقد سخرت المؤسسة التعليمية مجموعة من الإجراءات العملية لتحقيق هذه الأهداف ، وهي إجراءات – وعلى قدر بساطتها – تختلف اختلافاً شبه كلي عن باقي المؤسسات التعليمة الأخرى ، ويمكن أن نذكر بعضاً من هذا الإختلاف الجميل الذي يميزها عن باقي نظيراتها في هذه الحلقة التعليمية – التعلمية على الشكل التالي :
- إعادة الاعتبار للحس الوطني لدى الطفل – التلميذ ، وذلك بإفراغ ذاكرته من الصور المجتمعية البئيسة المستهزئة بالوطن أو تلك التي تفرغ قلوبها من حبه سواء عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو ما يعرض في شاشة التلفزة ، وتعيد مؤسسة ندى سكول إعادة ملء هذه الذاكرة بالطاقة الإيجابية التي يصير فيها حب الوطن لدى التلميذ بدون أي قيد أو شرط ، وتخصص لأجل ذلك مجموعة من الدروس والمحاضرات يديرها بعض الأساتذة والدكاترة والأطر المرموقة على الصعيد الوطني ، ونذكر على سبيل المثال – لا الحصر – تنظيم مؤسسة ندى سكول حملة التبرع بالدم بمقرها ، وذلك بالتعاون مع رئيس جمعية المنار السيد محمد بنيصغي ، وهو نفسه الذي يشغل إطار نائب المدير العام بالمؤسسة ، إضافة إلى زيارة جميع تلاميذ المؤسسة إلى مركز تحاقن الدم بفاس واستقبالهم من لدن مدير المركز الدكتور عبد الرحيم بنيصغي الذي قدم لهم جل المعلومات المرتبطة بأهمية ودور التبرع بالدم في إنقاذ حياة الإنسان ، كما وضح لهم إلى جانب الأطر العاملة هناك المراحل التي تقطعها هذه المادة الحيوية منذ التبرع بالدم إلى أن يستفيد منها المريض . وكل هذا يندرج في إطار الرفع من الحس الوطني لدى التلميذ .
- تطوير ملكة التلميذ على البحث المستمر فيما يفيده مستقبلا ، وذلك بالرفع من وتيرة القراءة لديه ، علما أن الوضع في العالم العربي برمته يظل كارثيا بكل المقاييس ، ويكرس وللأسف الشديد المزيد من الجهل والرجعية والتخلف ، فالأرقام مخيفة وصادمة حيث وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان كل 80 عربياً يقرأ كتاباً واحداً، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتاباً في السنة ، وبذلك يكون متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنوياً ؟؟ لذلك تعمل مؤسسة ندى سكول بمكناس على الرفع من مستوى تلاميذها ، حيث تحقق أرقاما محترمة وغير مسبوقة في المغرب – نقول ونؤكد إنها غير مسبوقة بالمغرب – حيث يقرأ التلميذ ما لا يقل عن خمسين كتابا- قصة باللغتيْن العربية والفرنسية ، وهو رقم جد محفز – مع استمرار هذه العملية طبعا – لكي يصير التلميذ مقبلا على القراءة بشكل رائع ، وبالتالي يكون ناجحا في حياته العلمية كلها ، لأن تقدم الشعوب لا يكون إلا بالقراءة ، وبدونها لا قيمة لأي فرد أو جماعة على وجه الأرض ، ويكفي أن نذكر أن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم كانت كلمة “ إقرأ “ .
- الاهتمام بالأنشطة الموازية لعملية التربية والتعليم بما يناسب التلميذ في الشكل المعرفي والترفيهي في نفس الوقت ، وقد حققت المؤسسة في ذلك بفضل الله عز وجل عدة مآرب ، نذكر منها : التوعية بمخاطر الأمراض المخيفة التي تظهر بغتة “ أنفلوانزا الخنازير “ والتي أسرعت فيها المؤسسة بدعوة الدكتور سعيد فرح الذي حاضر داخل مؤسسة ندى سكول وقدم مشكورا كل ما يحيط بهذا المرض وأجاب على كل التساؤلات .وفي نشاط آخر بالغ الأهمية استضافت المؤسسة نخبة من أطر الأمن الوطني لتوعية أطفالنا وتلاميذنا بأهمية السلامة الطرقية . ونحن نعلم حرب الطرق بالمغرب والتي تحصد أرواح ما لا يقل عن 4000 قتيل في السنة ناهيك عن ضحايا الأعطاب المختلفة .
- وفي إطار الإنفتاح على المحيط الخارجي للمؤسسة والبيت لدى الطفل قامت المؤسسة برحلة استكشافية لمدينة فاس ، خاصة “ جنان سبيل “ الجميل ، وأخرى مماثلة لمدينة مكناس ، وزيارة الأطفال والتلاميذ لمربض الخيول بنفس المدينة . كما استضافت المؤسسة أطراً متخصصة في الإعلاميات قامت بتلقين تلاميذنا كيفية الكتابة على لوحة المفاتيح بالحاسوب دون النظر إليها . وتم أيضا تفعيل فن الخط العربي والفرنسي ، والذي مكَّنَ تلاميذنا من تطوير قدراتهم في هذا المجال ، وغير هذه الأنشطة كثير يضيق المجال لذكرها .
وتسعى مؤسسة ندى سكول دائماً لمزيد من النجاح باختيار الكفاءة والتخصص في الأطر الإدارية والتربوية ، كما تسعى لربط جسر التواصل القريبة والبعيدة من أجل آفاق مستقبلية واعدة ، أهمها ربط جسر تربوي تعليمي وترفيهي في نفس الوقت مع إحدى الجمعيات أو المدارس المماثلة في دولة كندا من أجل تبادل كل ما بإمكانه أن يعود بالنفع والخير العميم على أطفال وتلاميذ ندى سكول بمكناس ، وعلى الله قصد السبيل .. دمتم بود .