بقلم: الاب / فريدريك اليسوعي
استكمالاً لما سبق وتحدثت عنه ويختص بما قاله السيد المسيح عن نفسه اثناء وجوده على الأرض وينفرد به شخصه القدوس عن جميع الرسل والأنبياء قوله :
1- انا والآب واحد : وذلك عندما احاط به اليهود في رواق سليمان بهيكل أورشليم في احد أعياد اليهود وكان عبارة عن رد مباشر له عن سؤال مباشر وجه له حول حقيقة شخصه (ببشارة القديس يوحنا الإصحاح العشر) .
وقد جاءت هذه الاية في الترجمة الإنجليزية King james version كالتالي : I and my father are one وهو ما يعني (أنا والأب نكون واحداً) اي أن كينونة الآب والأبن هي كينونة واحدة غير منفصلة بالحقيقة وليس مجازاً .. وهو ما يعني بالتبعية أنهم واحد في الجوهر وفي الطبيعة وفي اللاهوت ، وحيث أن الله والابن واحد والله روح «يو 24:4» بسيط لا ينقسم ولا يتجزأ لهذا فإن الآب والأبن لاهوت واحد بغير انقسام ، وهو ما يعني بأنه والآب إله واحد وليس إلهين . مع التمايز في الصفة الأقنومية حيث الأب أب ، والابن إبن فقط لتمييز كل أقنوم وقد ظهر ذلك بوضوح في مناجاة السيد المسيح للأب قبل الفصح الأخير والذي قال فيها: ايها الأب : مجد أسمك فجاء صوت من السماء: مجدت وأمجد ايضاً « يوحنا»28:12 وفي مناجاته للأب ليلة آلامه : مجدني أنت أيها الأب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم « يوحنا 5:17» وفي قوله : ايها الأب أريد ان هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم .
« يوحنا 26:17-24: وفي قوله يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس «مت 39:26» . وكلماته على الصليب : يا ابتاه في يديك استودع روحي « لو46:23» كذلك ظهر ذلك جلياً في حديث السيد المسيح عن الروح القدس : وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق.. ذلك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم « يو13:14:16». وفي كلامه لتلاميذه ورسالته لهم بعد القيامة : أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس «مت 20:19:28»كما يتضح هذا التمايز بين الأقانيم في الموقفين الآتيين:
أ- في عماد السيد المسيح حيث السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه ، وصوت من السموات يقول : هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت « مت 16:17:3 :»
ب- وعلى جبل التجلي : عندما تغيرت هيئة السيد المسيح أمام تلاميذه على الجبل وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور . وإذا بسحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة يقول : هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت.. له اسمعوا. «مت 17 :1-8».
وإلى هنا اترككم برعاية الله وسلامه حتى نلتقي في العدد القادم لنستكمل كل ما قاله السيد الرب عن ذاته بوضوح لا يقبل الشك .